هل الفوركس حلال أم حرام؟

هناك الكثير من علماء الدين الإسلامي والمذاهب الفكرية المختلفة التي تتبنى آراء متنوعة تجاه هذه المسألة. وتعتمد الإجابة على هذا السؤال على مدى توافق الأوجه المتعددة لعملية تداول الفوركس مع مبادئ الشريعة الإسلامية.

هناك مبادئ محددة في الاقتصاد الإسلامي نحتاج إلى أخذها في الاعتبار أثناء تحديد ما إذا كان النشاط المالي، بما في ذلك تداول الفوركس، حلالا أم حراما.

تفادي الفوائد

يحرم الاقتصاد الإسلامي دفع أو تلقي الفائدة. رغم ذلك، تطبق فوائد، المعروفة أيضا برسوم أو تكفة المبادلة، على مراكز الصفقات التي تترك مفتوحة على مدار الليلة. ويعتمد حجم واتجاه هذه المدفوعات (الفوائد) على متغيرات معدل الفائدة بين العملتين المكونتين للزوج الذي يتم تداوله.

وهذا هو ما دفع العديد من وسطاء الفوركس إلى توفير حسابات ثابتة الرسوم التي لا تطبق فوائد على مراكز الصفقات المفتوحة ليلا. في نفس الوقت، هناك وسطاء يفرضون رسوما إضافية بدلا من الفوائد، أو ما يوصف بقيود على الفترة الزمنية التي يمكن خلالها للمتداول الإبقاء على مراكز صفقاته مفتوحة، وهناك نوع ثالث من الوسطاء يقدم حسابات ثابتة الرسوم للعملاء المسلمين.

تفادي الغموض الشديد

لا يشجع الاقتصاد الإسلامي أيضا على إجراء التعاملات التي تنطوي على قدر كبير من الغموض. وقد يُنظر إلى بعض ممارسات التداول مثل المتاجرة من أجل الفروقات، وتداول العقود الآجلة، وعقود الخيارات – والتي تعتمد إلى حدٍ كبيرٍ على التكهنات ويكتنفها غموض شديد – على أنها مخالفة للشريعة الإسلامية.

تفادي المقامرة

يحرم الإسلام المقامرة لأنها تنطوي على قدر كبير من المخاطرة دون الدخول في نشاط اقتصادي منتج. ويعتبر البعض أن بعض أساليب تداول الفوركس، خاصة التي يستخدم فيها رافعة مالية عالية أو عمليات تداول سريع (مضاربة)، قد تكون نوعا من أنواع المقامرة ولا تتوافق مع تعاليم الإسلام.

اعتبارات أخلاقية

يؤكد الاقتصاد الإسلامي على ضرورة أن يكون الاستثمار أخلاقيا ومراعيا للمسؤولية الاجتماعية. وإذا كان تداول الفوركس ينطوي على أنشطة غير أخلاقية أو يرتبط بشركات متورطة في أنشطة يحرمها الإسلام، فقد يمثل ذلك إشكالية كبيرة.

التبادل المادي

يرى بعض العلماء أن تداول الفوركس قد يكون حلالا إذا تمت تسوية التعاملات ماديا ولحظيا دون تأخير، تفاديا لإمكانية انطواء التعاملات على أي مكون من مكونات الفائدة. رغم ذلك، لا تتضمن عقود الفروقات وجوب تحقق ملكية الأصل المتداول قبل المتاجرة فيه.

الخلاصة

في ضوء هذه العوامل، قد تتنوع الآراء فيما يتعلق بما إذا كان تداول الفوركس حلالا أم حراما. فبعض علماء الدين يرون أن تداول الفوركس يمكن أن يكون حلالا إذا خضعت عملية التداول لشروط معينة، مثل تفادي التعاملات التي تطبق فوائد أو تنطوي على غموض شديد. في المقابل، يرى فريق آخر من العلماء أن تداول الفوركس ينطوي على بعض العوامل التي تجعله قريب الشبه من المقامرة والربا، مما قد يجعله حراما.

لذلك، من المهم لمن يسعون إلى الحصول على فتوى شرعية في هذا الأمر أن يستشيروا علماء في الدين الإٍسلامي ومستشارين ماليين لديهم خلفية وافية عن الاقتصاد الإٍسلامي. فهؤلاء يمكنهم إفادة المستثمرين بوجهة نظرهم بناء على أحكام تداول الفوركس وظروفك الخاصة. وأخيرا، ينبغي على المستثمرين أن يتخذوا القرارات بأنفسهم بناء على فهمهم الخاص لمبادئ الإسلام وتوصيات الخبراء المؤهلين.

مشاركة: